التشبيهات في الريح
قال وهيب بن البديهي:
وريحٍ جربياءٍ صابحتنا ... لها في الوجه رَشْقٌ كالنّبالِ
تغوص علَى البراقع والحشايا ... كغَوْصِ الطيفِ في سِترِ الحجالِ
وقال الحسن بن حسان:
فجبتُ بَساطَ الأرضِ لم أكُ سامعاً ... به عند شدوِ الجنِّ هتفاً إلى هتفِ
كأن حنينَ الرِّيحِ في جَنباتهِ ... حنينُ المثاني والمثالثِ في العزفِ
وقال ابن هذيل أيضاً:
ودَنتْ في هبوبها مشيةَ النّشوانِ حيرانَ بالمدامِ الشَّمولِ
لصقتْ بالثّرى كما يخضعُ العاشقُ ذلاًّ إلى الحبيبِ المطولِ
ولقد خلتُ أن بينهما عشقاً فصارا للضمِّ والتّقبيلِ
واختفتْ عن فواطنِ الخلق حتَّى شبهوها ضآلةً بنحولِ
وقال ابن هذيل:
للصَّبا منَّةٌ علَى الرّوضِ هادته ... بطيبِ الحبيبِ أيَّ ذمام
وجرتْ بينه رواحاً ليرتاحَ ... ويبقى علَى رضًى والتئام
كالشفيقِ الَّذي يؤلف ما بين ... حبيبين بعدَ قطْعِ الكلام
وقال أيضاً:
ومُرِنَّةٍ بعد الرّواح كأنَّما ... في نحرها صوتُ القريع الهادرِ
قربت من الأسماع وهي بعيدةٌ ... منها وغابتْ في الهبوبِ الحاضرِ
فإذا التقى جمهورها في دوحةٍ ... فكأنَّ فيها كلَّ ليثٍ هاصرِ
وإذا استقلَّ قتامها فكأنَّما ... فيه التفافُ عساكرٍ بعساكرِ
وقال علي بن أبي الحسين:
خليليَّ ما لي كلَّما هبَّتِ الصَّبا ... أحنُّ إلى الأُفق الَّذي تتيمَّمُ
أكلِّفها حملَ السَّلامِ إليكمُ ... فإن خطرتْ يوماً عليكمْ فسلّموا
كأنَّ الصَّبا عندي رسولٌ مُبَلَّغٌ ... أبوح بأسراري إليه فيكتمُ
إذا كدتُ أن أسلو أجدَّ صبابتي ... كتابُ حبيبٍ أوْ خيالٌ مسلّمُ
وقال أيضاً:
غَزتْنا المُزْنُ والرّاياتُ دَجْنٌ ... بأجنادٍ عليها قائدانِ
شمالٌ قد تباريها قَبولٌ ... كأنَّهما معاً فرسا رهانِ
وقال أحمد بن فرج:
ورُبَّتَ ريحٍ امتزجتْ بنفسي ... مزاجَ الماءِ بالرّاحِ الزُّلالِ
وجدتُ لها وبي للشّوقِ ما بي ... كما وجد المهجِّرُ بالظّلالِ
وبات ثرى العقيقِ ينمُّ عنها ... إليَّ بمثل أنفاسِ الغوالي
فقلْ في نشوةٍ من نفحِ ريحٍ ... سُقيتُ بها الشَّمولَ من الشّمالِ
سرى في نارِ أشواقي سراها ... إلى جدْبِ الثّرى بحيا العَزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق