أبو الخطّار حُسام بن ضرار الكلبي، شاعر فارس من أشراف العرب، ولِيّ الأندلس بعد مقتل أميرها عبد الملك بن قطن، وعمل على إطفاء نار الفتنة، وزرْع المحبة بين لناس على مختلف أجناسهم، بحيث أنقذ حياة ألف بربريّ كان ثعلبة بن سلامة قد أسرهم وأبرزهم إلى الناس ليقتلهم. قال من شعره:
فليتَ ابن جَوّاس يخبَّر أنني...
سعيتُ به سعْي امرئ غيرَ غافلِ
قتلتُ به تسعين يحسِبُ أنهم...
جذوعُ نخيلٍ صُرِّعت بالمسائلِ
ولو كانتْ الموت تُباع اشتريتُه...
بكفي وما استثنيتُ منها أناملي
وقد عاتب أبو الخطّار المروانيين على تشجيعهم للنزعة
القبلية بين الأندلسيين، ومن شعره أيضا قصيدة يقول فيها:
أفادت بنو مروان قيساً دماءنا...
وفي الله إن لم يَعدلوا حكم عدلُ
كأنكمُ لم تشهدوا مرج راهطٍ...
ولم تعلَموا من كان ثم له الفضلُ
وقيناكم حرّ القنا بنفوسنا...
وليس لكم خيل سِوانا ولا رَجل
فلما رأيتم واقد الحرب قد خبا...
وطابَ لكم فيها المشاربُ والأكلُ
تَغافلتمُ عنّا كأن لم تكُن لكم...
صديقاً وأنتم ما علمْتُ لها فعلُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق