التشبيهات في انبلاج الصّبح
قال يوسف بن هارون:
وكم ليلة قد جمَّعَتْنا وأدْبَرتْ ... تنوحُ علَى تفريقنا وتلَهَّفُ
إلى أن بدا وجهُ الصَّباحِ كأنَّما ... تحمَّلَ لقمانٌ وأقبلَ يوسفُ
وقال المهند:
وكأنَّ وجهَ الفجرِ وسْطَ سمائهِ ... من سودِ أرديةِ الظّلام أعاضَها
خودٌ ألمَّ بها الأسى في أزرقٍ ... برزتْ فشقَّقَ حُزنُها فضفاضها
وقال علي بن أبي الحسين:
لاحظْ ظلام الدُّجى والصُّبحُ يخفرُهُ ... كأنه جيشُ رومٍ يهزِمُ الحَبَشا
وقال حبيب بن أحمد:
قد أغتدي والظّلامُ منتشرٌ ... علَى جميع البلادِ عسكَرُهُ
والصُّبحُ حيران فيه مستترٌ ... كمجرمٍ همُّهُ تستُّرُهُ
وقال يوسف بن هارون:
بدا الصُّبحُ من تحتِ الظَّلام كأنه ... خوافي جناحَيْ هَيْقَلٍ باتَ حاضنا
وإلاَّ فكالثَّوبِ السّماويِّ مُعْلَماً ... شقيقاً بدا في أسفلِ الثَّوب بائنا
وقال أحمد بن عبد ربه:
حتَّى إذا ما اللَّيلُ قوَّ ... ضَ راحلاً عند الغَلَسْ
وبدا الصَّباحُ كغُرَّةٍ ... تبدو علَى وجه الفرسْ
وقال عباس بن فرناس:
فبتنا وأنواع النَّعيم ابتذالنا ... ولا غيرَ عينيها وعينيَ كالي
إلى أن بدا وجهُ الصَّباحِ كأنه ... جبينُ فتاةٍ لاحَ بين حجالِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق