ابن زُهْر الحفيد: أبو محمد بن عبد الملك بن زُهْر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زُهْر الأيادي الإشبيلي، عاصر دولتي المرابطين والموحّدين. كان شاعرا وشّاحا وطبيبا ووزيرا، من سلالة توارثت الأدب والشعر والطب، مات مسموما بمرّاكش من قبل أحد الوزراء حسدا وغيرة.
ومن موشحاته المشهورة قوله:
أيّها السّاقي إليكَ المشتكَى
قد دعوناكَ وإن لمْ تسمعِ
ونديمٍ هِمتُ في غُرتهِ
وسقاني الراحَ من راحتهِ
فإذا ما صحّ من سُكرتهِ
جذبَ الزقَّ إليه واتكى
وسقاني أربَعاً في أربَعِ
غصنُ بانٍ مالَ من حيث استوى
باتَ مَنْ يهواه من خوفِ النوى
قلقَ الأحشاء مهضومَ القوى
كلما فكّر في البين بكى
ما له يبكي لِما لم يقعِ
ما لعيني غشيّتْ بالنظرِ
أنكرتْ بعدك ضوءَ القمرِ
فإذا ما شئتَ فأسمعْ خبري
شقيتْ عيني من طول البكا
وبكى بعضي على بعضي معي
ليس لي صبرٌ ولا لي جلدُ
يا لقومي عذلوا واجتهدوا
أنكروا شكوايَ مما أجدُ
مثلُ حالي حقها أنْ تشتكي
كمد اليأس وذلُّ الطمَع
كبدي حرّى ودمعي يكِفُ
يعرفُ الذنبَ ولا يعترفُ
أيها المعرضُ عما أصفُ
قد نما حُبّكَ بقلبي وزكا
لا تقلْ إني في حبّك مدّعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق