إعلان

السبت، 3 سبتمبر 2016

من شعر ابن عبد ربه

ولإبن عبد ربه:

هَلاَّ ابتكَرْتَ لِبَيْنٍ أنتَ مُبتكِرُ...
                  هَيهاتَ يأبى عليكَ اللهُ وَالقدَرُ 


مازِلْتُ أبكِي حِذَاْرَ الْبَينِ مُلْتَهِفاً...

                  حَتَّىْ رَثا لِيَ فِيكَ الرِّيحُ وَالْمَطرُ 

يا بَرْدَهُ مِنْ حَيا مُزْنٍ على كَبِدٍ...

                  نِيرانُها بِغلِيلِ الشّوقِ تَسْتَعِرُ 

آلَيْتُ ألاَّ أرَىْ شَمْساً وَلا قمَراً...

                  حَتَّىْ أرَاكَ، فأنتَ الشَّمْسُ وَالقمَرُ

وبعدما تاب مَحَّصَها بقطعة شعرية جاء فيها:

يا قادراً لَيْسَ يَعْفُوْ حِين يَقتدِرُ...

                  وَلا يُقَضَّى لهُ مِن عيشِهِ وَطَرُ

عايِنْ بقلبكَ إنَّ العَيْنَ غافلةٌ...

                  عَنِ الْحَقِيقةِ، وَاعْلَمْ أَنَّها سَقرُ 

سَوداءُ تزفرُ مِن غيظٍ إذا سُعِرَتْ...

                  لِلظَّالِمينَ فمَا تُبقِيْ ولا تَذرُ

إِنَّ الذينَ اشْتَرَوْا دُنيا بِآخِرَةٍ...

                  وَشِقْوَةً بِنَعِيْمٍ سَاءَ مَا تَجَرُوا

يا مَنْ تلَهَّىْ، وشيبُ الرَّأسِ يَنْدُبُهُ...

                  ماذا الذي بَعْدَ شيبِ الرّأسِ تَنْتَظِرُ؟ 

لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ غَيْرَ الْمَوتِ مَوْعِظةٌ...

                  لَكانَ فِيهِ عَنِ اللَّذاتِ مُزْدَجَرُ 

أنتَ الْمَقولُ لَهُ ما قلْتُ مُبتدِئاً:...

                  هَلاّ ابتكَرْتَ لِبَيْنٍ أَنْتَ مُبْتكِرُ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق