إعلان

السبت، 3 سبتمبر 2016

الحاجب جعفر بن عثمان المصحفى


لما تم الحكم للمنصور، سجن  جعفر المصحفي فودَّع المصحفي أهله وودَّعوه وداع فراق ابدي وقال لهم: (إنكم لن ترونى بعدها حيا فقد أتى وقت إجابة الدعوة وما كنت أرتقبه منذ أربعين سنة وذلك أنى شاركت ظلما فى سجن رجل فى عهد الناصر وما أطلقته إلا برؤيا رأيتها بأن قيل لى أطلق فلانا فقد أجيبت فيك دعوته فأطلقته وأحضرته وسألته عن دعوته علىّ فقال دعوت على من شارك فى أمرى أن يميته الله فى أضيق السجون فقلت إنها قد أجيبت فإنى كنت ممن شارك فى أمره وندمت حين لا ينفع الندم).

وكان ابن عثمان المصحفى قد كتب للمنصور يستعطفه أن يخرجه من السجن فقال: 

عفا الله عنك ألا رحمة... 
                تجود بعفوك إن أبعدا 

لئن جلّ ذنب ولم أعتمده... 
                فأنت أجلّ وأعلى يدا 

ألم تر عبداً عدا طوره... 
                ومولىّ عفا ورشيداً هدى 

أقلني أقالك من لم يزل... 
                يقيك ويصرف عنك الردى

وقال ايضا يستعطفه :

هبنـى أسأت فأين العفـو والكـرم... 
                إذ قـادنى نحوك الإذعان والندم

يا خير من مدت الأيدى إليـه أمـا... 
                ترثي لشـيخ نعـاه عندك القلم

بالغت فى السخط فاصفح صفح مقتدر... 
                إن الملوك إذا ما استرحموا رحموا

فأجابه المنصور قائلا:

الآن يا جاهلاً زلت بك القدم...            
                تبغي التكرم لما فاتك الكرمُ

أغريت بي ملكاً لولا تثبته...            
                ما جاز لي عنده نُطق ولا كلمُ

فايأس من العيش إذ قد صرت في طبق...  
                إن الملوك إذ ما استُنقموا نقموا

نفسي إذا سخطت ليست براضية...        
                ولو تشفع فيك العربُ والعجمُ    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق